الخميس Apr 10 2025 10:19
1 دقيقة
تشهد الأسواق العالمية تقلبات حادة، مما يدفع المستثمرين نحو “الأصول الآمنة” التي تحافظ على قيمتها خلال الاضطرابات. لكن، مع تأثير سياسات ترامب الاقتصادية، أي الأصول يتفوق في هذا المناخ العاصف؟ الذهب، العملات، السندات الأمريكية، الأسهم الدفاعية، أم النقد؟
يبرز الذهب كنجم الأصول الآمنة هذا العام. في الشهر الماضي، تجاوز سعر الأونصة 3000 دولار لأول مرة، مسجلاً رقمًا قياسيًا. مخاوف الركود الاقتصادي، عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية، وتزايد مشتريات البنوك المركزية عززت الطلب. رغم تراجع الأسعار مؤخرًا إلى ما فوق 3000 دولار بعد اقترابها من 3150 دولارًا، يؤكد جون ريد، استراتيجي السوق في مجلس الذهب العالمي، أن هذا التراجع لا ينال من مكانة الذهب كملاذ آمن.
يتوقع فريق بنك أمريكا بقيادة مايكل ويدمر استمرار صعود الذهب إلى 3500 دولار، مشيرين إلى أن تناقض سياسات ترامب الاقتصادية يعزز عدم اليقين، بينما تدعم توجهات “التقلص الأمريكي” و”إضعاف الدولار” الطلب على الذهب.
تقليديًا، يُعتبر الدولار ملاذًا آمنًا في الأزمات. لكن، بعد إعلان ترامب عن تعريفات جديدة، شهد الدولار انخفاضًا حادًا، مما أثار تساؤلات حول جاذبيته. يشير جورج سارافيلوس من دويتشه بنك إلى أن عجز الحساب الجاري الأمريكي الذي تجاوز 4% وتراجع ارتباط الدولار بالأصول المحفوفة بالمخاطر يهددان مكانته. ورغم تراجع مؤشر الدولار بنسبة 1% فقط في أبريل، تحذر يو بي إس من ضعف محتمل طويل الأمد إذا خفض الفيدرالي أسعار الفائدة بسرعة.
في المقابل، يتجه المستثمرون نحو الين الياباني والفرنك السويسري، اللذين سجلا انتعاشًا هذا الشهر. يوضح جيسون دي لورينزو، الرئيس التنفيذي لشركة Ad Deum Funds، أن الين يُعتبر ملاذًا آمنًا بفضل مكانة اليابان كواحدة من أكبر الدول الدائنة عالميًا، حيث يعيد اليابانيون أموالهم إلى الوطن خلال الاضطرابات.
تُعد سندات الخزانة الأمريكية ملاذًا آمنًا بفضل “خلوها من المخاطر”. يستذكر ديفيد ويلد، نائب رئيس ناسداك السابق، أنها كانت الأصل الوحيد الذي ارتفع بعد أزمة 2008. لكن، سياسات ترامب الجديدة التي قد تؤدي إلى التضخم تهدد هذه السمعة. يحذر ديفيد أكومازو، مدرس التمويل بجامعة بيبردين، من أن السندات تتألق في التباطؤ الاقتصادي لكنها تعاني خلال التضخم.
يوم الأربعاء، شهد سوق السندات “بيعًا عنيفًا”، حيث قفز عائد السندات لأجل 30 عامًا إلى 4.96%، وهو الأعلى منذ مارس 2020. يرى دويتشه بنك أن السوق لم تصل بعد إلى القاع، مع استمرار المستثمرين في تسعير مخاطر الركود الأمريكي.
توفر الأسهم الدفاعية، التي تشمل شركات السلع والخدمات الأساسية، استقرارًا نسبيًا. على سبيل المثال، سجلت أسهم “كوستكو” انخفاضًا طفيفًا بنسبة 4% خلال الأيام الخمسة الماضية، مع أداء سنوي مستقر. في المقابل، تراجعت أسهم “وولمارت” و”أمازون” بنسب أعلى. رغم استقرارها، تفتقر هذه الأسهم إلى دفعة صعودية قوية مقارنة بالذهب.
يُعتبر النقد ملاذًا آمنًا لعدم تعرضه للخسائر المباشرة. لكن، كما يشير دي لورينزو، فإن النقد يفقد قيمته إذا ارتفعت أسعار الأصول الأخرى أو مع التضخم. يفضل أكومازو السندات لعوائدها الجيدة وإمكانية ارتفاع رأس المال إذا انخفضت الفائدة مستقبلاً.
في ظل صدمة ترامب، يتربع الذهب على عرش الأصول الآمنة بفضل ارتفاعه القوي وجاذبيته العالمية. يبرز الين والفرنك كبديلين في سوق العملات، بينما تتراجع مكانة الدولار والسندات الأمريكية. توفر الأسهم الدفاعية استقرارًا، والنقد أمانًا مؤقتًا. مع هذا التعقيد، يبقى التنويع الاستراتيجي الخيار الأمثل للمستثمرين في مواجهة عدم اليقين.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والفوركس (العملات الأجنبية) والسلع للتداول والتنبؤ بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على مخاطر كبيرة وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الأداء السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. هذه المعلومات مقدمة لأغراض إعلامية فقط ولا يجب اعتبارها نصيحة استثمارية.