الأربعاء Mar 5 2025 08:18
1 دقيقة
تواجه الأسهم الأمريكية خسائر كبيرة في تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث شهدت الأسواق انخفاضًا ملحوظًا في المؤشرات الرئيسية.
يأتي هذا التراجع في ظل تصاعد المخاوف الاقتصادية، والتي تفاقمت بفعل السياسات الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا سيما فرض التعريفات الجمركية على كندا والمكسيك.
على الرغم من أن هذه السياسات كان يُعتقد أنها تهدف إلى حماية الاقتصاد الأمريكي، إلا أن تأثيراتها السلبية بدأت تتضح بشكل سريع، مما جعل الأسواق تتفاعل بشكل سلبي.
تشير البيانات إلى أن مؤشرات الأسهم الأمريكية شهدت تراجعًا حادًا خلال اليوم، وهو ما يعكس المخاوف المتزايدة من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي.
• مؤشر "داو جونز" الصناعي: سجل مؤشر داو جونز تراجعًا كبيرًا بلغ 650 نقطة، أي ما يعادل حوالي 1.5%، ليصل إلى مستوى 42538 نقطة. وهذا يمثل تراجعًا ملحوظًا بالنسبة لهذا المؤشر الذي يعتبر من المؤشرات الرائدة في الأسواق المالية.
• مؤشر "ستاندرد آند بورز 500": تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.3%، مع خسائر بلغت 73 نقطة، ليصل إلى مستوى 5775 نقطة. يعتبر هذا التراجع من المؤشرات المهمة التي تعكس أداء الأسهم الكبرى في السوق الأمريكي.
• مؤشر "ناسداك": شهد مؤشر ناسداك انخفاضًا بنسبة 1.2%، أي ما يعادل خسارة 124 نقطة، ليصل إلى مستوى 18223 نقطة. يأتي هذا التراجع في وقت حساس للأسواق التي كانت قد شهدت تحسنًا طفيفًا في الأسابيع الماضية.
تعكس هذه الخسائر التذبذب الكبير في الأسواق نتيجة لتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة من جهة ودولتين رئيسيتين في الاقتصاد العالمي، هما الصين وكندا، من جهة أخرى.
خلال الأيام الماضية، كانت التحركات الاقتصادية للرئيس الأمريكي قد أثارت قلقًا كبيرًا بين المحللين والمستثمرين، حيث يشعر الكثيرون أن فرض التعريفات الجمركية سيكون له تأثيرات واسعة على سلاسل الإمداد العالمية.
من جانبها، اتخذت المكسيك موقفًا حازمًا تجاه سياسة التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب. فقد صرحت الرئيسة المكسيكية، كلوديا شينباوم، في وقت سابق بأن قرار فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك لا يوجد له مبرر اقتصادي مقنع.
وأكدت شينباوم أن حكومتها سترد بقوة على هذا القرار، وأن الرد سيكون عبر إجراءات جمركية وغير جمركية. وأضافت أنها ستعلن عن الإجراءات الانتقامية التي ستتخذها حكومتها في الأيام المقبلة، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
عقب تنفيذ الرئيس الأمريكي لتهديداته بفرض رسوم جمركية شاملة على كندا والمكسيك، ازدادت المخاوف من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من اقتصادات العالم الكبرى. فقد تم فرض 25% من الرسوم على الواردات من كندا والمكسيك، بينما تم رفع الرسوم المفروضة على الصين إلى 20%، مما يثير قلق الشركات والمستثمرين بشأن تأثير هذه القرارات على الاقتصاد العالمي.
إن الرسوم الجمركية الجديدة، التي تشمل معظم الواردات من كندا والمكسيك والعديد من السلع الصينية، تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي. وفقًا للتقارير، فإن هذه الرسوم ستطال سلعًا قيمتها تصل إلى 1.5 تريليون دولار سنويًا، وهو ما يعكس أهمية القرار الذي اتخذته الحكومة الأمريكية.
والهدف من هذه السياسة هو زيادة العائدات الحكومية وتحفيز قطاع التصنيع المحلي، بالإضافة إلى خلق فرص عمل جديدة في صناعة المنتجات الأمريكية.
رد كندا
في رد فعلها على الإجراءات الأمريكية، قامت كندا بفرض رسوم جمركية على سلع أمريكية بقيمة 107 مليارات دولار. وتعتبر هذه الرسوم بمثابة رد انتقامي على سياسة ترامب التي تم تطبيقها على الواردات الكندية.
وقد تشمل الرسوم الكندية الجديدة العديد من السلع التي يتم تصديرها من الولايات المتحدة إلى كندا، مثل السيارات والمعدات الثقيلة والمنتجات الزراعية. ومن المرجح أن تؤدي هذه الرسوم إلى تدهور العلاقات التجارية بين البلدين، مما يؤثر على الاقتصادين بشكل كبير.
رد الصين
أما الصين، فقد أظهرت ردًا سريعًا على الإجراءات الأمريكية. فقد أعلنت وزارة المالية الصينية عن فرض رسوم إضافية تصل إلى 15% على بعض السلع الأمريكية، وذلك في إطار الرد على التعريفات الأمريكية المفروضة على المنتجات الصينية. كما قررت الصين تقييد صادرات بعض الشركات الأمريكية إلى الصين، مما يزيد من تعقيد الوضع التجاري بين البلدين.
يأتي هذا في وقت دخلت فيه الرسوم الجمركية الأمريكية الإضافية على السلع الصينية حيز التنفيذ، مما يؤدي إلى تفاقم النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
يعتبر تطبيق الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة على كل من كندا والمكسيك والصين خطوة كبيرة نحو تصعيد الحرب التجارية العالمية. ومن المتوقع أن تؤثر هذه السياسات على التجارة العالمية، مما يؤدي إلى تقليص التدفقات التجارية بين الدول وزيادة تكلفة السلع.
كما قد تشهد بعض الصناعات مثل التصنيع والزراعة تراجعًا في النمو بسبب هذه التدابير. علاوة على ذلك، فإن هذه السياسات قد تؤدي إلى زيادة التضخم في العديد من الدول، مما يؤثر على قدرتها الشرائية.
مع استمرار فرض الرسوم الجمركية، من المحتمل أن تستمر التقلبات في الأسواق العالمية. من المتوقع أن تواصل الأسهم الأمريكية هبوطها إذا استمر الوضع على ما هو عليه، خاصة إذا استمرت التصعيدات التجارية بين الولايات المتحدة وبقية الدول الكبرى.
في المقابل، قد تسعى بعض الدول إلى التوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة لتخفيف هذه التوترات، لكن ذلك سيستغرق وقتًا طويلاً.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.