الذهب يواصل ارتفاعه مع استمرار عدم اليقين بشأن التعريفات الأمريكية

واصلت أسعار الذهب (XAU/USD) ارتفاعها لتستقر حول مستوى 3225 دولارًا خلال الجلسة الأوروبية يوم الثلاثاء، لكنها لم تشهد زخمًا قويًا لتتجاوز ذروتها التاريخية المسجلة يوم الإثنين. يأتي هذا الارتفاع في ظل تحسن معنويات السوق بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعليق مؤقت للتعريفات على الإلكترونيات الاستهلاكية الرئيسية، مع إشارات إلى إمكانية إعفاء قطاع السيارات من الرسوم الجمركية بنسبة 25%. هذا التحسن في المزاج العام يحد من الرهانات الجديدة على الذهب كملاذ آمن.

ومع ذلك، تظل المخاوف من تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتداعياتها على الاقتصاد العالمي داعمًا رئيسيًا للمعدن الأصفر. إضافة إلى ذلك، تزايدت التوقعات بتيسير نقدي أكثر جرأة من قبل البنك الفيدرالي (Fed) في عام 2025، إلى جانب الاتجاه الهبوطي للدولار الأمريكي، مما يعزز جاذبية الذهب غير المدر للفائدة ويشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي.

التوترات التجارية تدعم الملاذات الآمنة

تستمر المخاوف من التداعيات الاقتصادية لسياسات ترامب التجارية العدوانية في دعم الأصول الآمنة مثل الذهب. فقد رفعت الصين يوم الجمعة التعريفات على الواردات الأمريكية إلى 125%، ردًا على قرار ترامب زيادة الرسوم على البضائع الصينية إلى 145%. هذه التطورات أضعفت الثقة بالاقتصاد الأمريكي، خاصة مع استمرار الولايات المتحدة في استيراد مواد أساسية من الصين يصعب استبدالها.

كما أثارت مخاوف من ركود اقتصادي أمريكي، إلى جانب توقعات بأن يستأنف الفيدرالي دورة خفض الفائدة قريبًا، مع احتمال ثلاثة تخفيضات على الأقل في 2025، ضغوطًا إضافية على الدولار، مما عزز من جاذبية الذهب.

تصريحات مسؤولي الفيدرالي تثير الحذر

أشار حاكم الفيدرالي كريستوفر والر إلى أن التعريفات التي يفرضها ترامب تشكل صدمة كبيرة للاقتصاد الأمريكي، قد تدفع البنك المركزي لخفض الفائدة لتجنب الركود. من جانبه، أكد رافائيل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، أن التضخم لا يزال بعيدًا عن هدف 2%، وأن التعريفات قد تزيد من ضغوط الأسعار، مما يحد من قدرة الفيدرالي على اتخاذ قرارات حاسمة.

تحسن المعنويات يخفف الضغط على الذهب

أعلن البيت الأبيض يوم الجمعة استثناءً مؤقتًا للمنتجات الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والحواسيب من التعريفات العقابية، مما عزز التفاؤل في الأسواق. كما أشار ترامب يوم الإثنين إلى دراسة إعفاءات محتملة لصناعة السيارات، نظرًا لاحتياج الشركات لوقت أطول للتحول إلى قطع أمريكية الصنع.

ومع ذلك، شدد ترامب على أن هذه الإعفاءات مؤقتة، مهددًا بفرض تعريفات على أشباه الموصلات خلال الأسبوع المقبل، وربما على الأدوية في المستقبل القريب. هذا الغموض المستمر، إلى جانب ضعف الدولار، يحافظ على دعم أسعار الذهب.

الأجندة الاقتصادية المرتقبة

ينتظر المتداولون اليوم صدور مؤشر إمباير ستيت للتصنيع في الولايات المتحدة، والذي قد يؤثر على تحركات الدولار وبالتالي على الذهب. لكن التركيز الأكبر ينصب على خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء، والذي قد يقدم إشارات حول مسار خفض الفائدة المستقبلي، مما سيؤثر بشكل مباشر على المعدن الأصفر.

التحليل الفني لأسعار الذهب

من الناحية الفنية، تظهر أسعار الذهب استقرارًا صعوديًا بعد تماسكها فوق مستوى 3200 دولار، مما يعزز استمرار الاتجاه الصعودي القوي. ومع ذلك، يقترب مؤشر القوة النسبية (RSI) اليومي من منطقة التشبع الشرائي، مما يستدعي الحذر وقد يشير إلى احتمال حدوث تصحيح طفيف أو فترة تماسك قبل مواصلة الصعود.

في حال استمرار القوة، قد تواجه الأسعار مقاومة قوية عند منطقة 3245-3246 دولارًا، وهي الذروة القياسية المسجلة يوم الإثنين. على الجانب الآخر، يُعتبر الهبوط دون مستوى 3200 دولار فرصة شراء محتملة، مع دعم قوي عند منطقة 3168-3167 دولارًا، والتي تشكل نقطة محورية للمتداولين على المدى القصير. اختراق هذا الدعم قد يفتح الباب أمام انخفاض أعمق نحو مستويات 3136 دولارًا، ثم 3115 دولارًا، وصولاً إلى 3100 دولار.

الخاتمة

تظل أسعار الذهب مدعومة بفعل الغموض المحيط بالتعريفات الأمريكية، التوترات التجارية، وتوقعات التيسير النقدي من الفيدرالي. ورغم تحسن المعنويات العالمية مؤقتًا، فإن المخاطر الاقتصادية المستمرة تشير إلى أن الذهب سيحافظ على جاذبيته كملاذ آمن في المدى القريب.

عند النظر في الأسهم والمؤشرات والفوركس (العملات الأجنبية) والسلع للتداول والتنبؤ بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على مخاطر كبيرة وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الأداء السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. هذه المعلومات مقدمة لأغراض إعلامية فقط ولا يجب اعتبارها نصيحة استثمارية.