الاثنين Oct 14 2024 07:22
1 دقيقة
الذهب يظل ثابتًا في التعاملات الآسيوية وسط حالة من الترقب
شهدت أسواق الذهب استقرارًا ملحوظًا في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الثلاثاء، حيث حافظ المعدن النفيس على قيمته في الوقت الذي ينتظر فيه المتداولون صدور محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي)، بالإضافة إلى بيانات اقتصادية جديدة قد تؤثر على مسار خفض أسعار الفائدة في المستقبل.
في المعاملات الفورية، لم يسجل الذهب تغييرات كبيرة، حيث استقر سعر الأوقية (الأونصة) عند مستوى 2643.68 دولارًا أمريكيًا، بينما سجلت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1% لتصل إلى 2662.90 دولارًا للأوقية.
تترقب الأسواق العالمية يوم الأربعاء المقبل محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي من المتوقع أن يقدم إشارات جديدة بشأن السياسة النقدية المستقبلية للبنك المركزي. يعد محضر الاجتماع المنتظر من بين البيانات الهامة التي سيتابعها المتعاملون في أسواق الذهب، إذ قد يحدد التوجهات المستقبلية لخفض أسعار الفائدة.
وبعد اجتماع الفيدرالي الأخير، هناك اهتمام كبير بكيفية تأثير هذه القرارات على الأسواق المالية، خاصة في ضوء التوقعات الحالية التي تشير إلى إمكانية حدوث تخفيضات في أسعار الفائدة في المستقبل القريب.
بالإضافة إلى محضر الاجتماع، ستصدر هذا الأسبوع بيانات اقتصادية رئيسية، منها تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي يوم الخميس، ومن ثم تقرير مؤشر أسعار المنتجين يوم الجمعة. هذه البيانات قد تعطي إشارات قوية حول متانة الاقتصاد الأمريكي وتوجهات الفيدرالي.
في الأسبوع الماضي، صدر تقرير الوظائف الأمريكي الذي جاء أقوى من المتوقع، مما دفع الأسواق إلى تعديل توقعاتها بشأن خفض أسعار الفائدة. التقرير أشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي أضاف أكبر عدد من الوظائف في ستة أشهر خلال سبتمبر، ما يدل على قوة سوق العمل وتحسن الاقتصاد بشكل عام.
عقب هذا التقرير، تراجع المتداولون عن رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في شهر نوفمبر المقبل. حاليًا، تشير التوقعات إلى أن هناك فرصة بنسبة 86% بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، بينما تُشير التوقعات إلى احتمال بنسبة 14% أن لا يتم تخفيض الفائدة على الإطلاق، وفقًا للأداة الخاصة بمتابعة قرارات الفائدة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة سي.إم.إي.
تُعتبر أسعار الذهب، بشكل عام، ملاذًا آمنًا في فترات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي. وعادةً ما يتجه المستثمرون إلى شراء الذهب كوسيلة للتحوط من المخاطر الاقتصادية والسياسية. في الوقت الحالي، يمثل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يتطلعون إلى حماية استثماراتهم في ضوء التوترات العالمية والإشارات المختلفة من الاقتصاد الأمريكي.
وفي هذا السياق، أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ألبرتو موسالم، إلى أنه رغم قوة الاقتصاد الأمريكي، فإن البنك المركزي يجب أن يتوخى الحذر في اتخاذ قرارات بشأن تخفيض أسعار الفائدة. وأضاف أن التيسير المفرط في السياسة النقدية قد يكون له آثار سلبية على الاستقرار المالي، مما يعزز من أهمية اتخاذ خطوات محسوبة في الفترة المقبلة.
على جانب آخر، أظهرت البيانات الأخيرة أن البنك المركزي الصيني لم يقم بشراء أي كميات من الذهب لتعزيز احتياطياته في شهر سبتمبر، ليكون بذلك الشهر الخامس على التوالي الذي يمتنع فيه عن شراء الذهب. ويرجع السبب الرئيسي في هذا القرار إلى ارتفاع الأسعار العالمية للمعدن الأصفر، مما جعل من غير المجدي بالنسبة للصين شراء كميات إضافية من الذهب في الوقت الحالي.
ويُعتبر البنك المركزي الصيني من بين أكبر المشترين للذهب في العالم، وعادة ما يسعى لتعزيز احتياطياته من هذا المعدن النفيس كجزء من استراتيجياته المالية طويلة المدى. ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الذهب قد يثني البنك المركزي عن إجراء عمليات شراء كبيرة في الفترة الحالية.
في الأسواق الأخرى، شهدت الفضة انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.2% لتصل إلى 31.66 دولارًا للأوقية، بينما سجلت أسعار البلاتين زيادة بنسبة 0.4%، ليبلغ سعره 976.10 دولارًا للأوقية. أما البلاديوم، فقد سجل هو الآخر زيادة بنسبة 0.4% ليصل إلى 1028.00 دولارًا للأوقية. هذه التحركات تعكس استمرار تحركات الأسواق في ظل حالة من الترقب والانتظار لبيانات اقتصادية هامة خلال هذا الأسبوع.
من المتوقع أن تظل أسواق الذهب تحت ضغط الترقب حتى صدور محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع. سيكون لأي إشارات من البنك المركزي بشأن خفض الفائدة تأثير كبير على حركة أسعار الذهب. في حال تزايد التوقعات بخفض الفائدة، فإن الذهب قد يشهد مزيدًا من الارتفاع كملاذ آمن. وفي المقابل، إذا كانت البيانات الاقتصادية إيجابية، فقد تضعف تلك التوقعات وتؤدي إلى تراجع أسعار الذهب.
في النهاية، يبقى الذهب من بين الأصول التي يراقبها المستثمرون عن كثب، حيث يمثل معيارًا للاستقرار المالي في أوقات الأزمات والاضطرابات الاقتصادية. والآن، مع تزايد التوقعات بتقلبات في الأسواق، يظل المعدن الأصفر خيارًا أساسيًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان في مواجهة الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.