رسوم ترامب الجديدة تُسقط الدولار وتدعم اليورو وسط اضطرابات الأسواق

بعد إعلان الرئيس الأمريكي ترامب فرض رسوم جمركية أشد مما كان متوقعًا على شركاء التجارة الأمريكيين، انخفض الدولار بشكل شامل يوم الخميس، بينما ارتفع اليورو، وحظيت عملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري بإقبال كبير. تراجعت الأسواق المالية العالمية، وهرع المستثمرون لشراء السندات والذهب كأصول آمنة.

كشف ترامب أنه سيفرض رسومًا جمركية موحدة بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية، مع رسوم أعلى على بعض أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. من المقرر أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في 9 أبريل، وتشمل ما يقارب 60 دولة.

أدت هذه الخطوة إلى تصعيد الحرب التجارية التي أشعلها ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض. تعرضت الأسواق لضربة قوية مع تزايد المخاوف من أن حربًا تجارية شاملة قد تؤدي إلى تباطؤ حاد في الاقتصاد العالمي وتفاقم التضخم. سبق أن فرض ترامب رسومًا على جميع واردات الألمنيوم والصلب والسيارات.

يرى آدم هيتس، مدير الأصول المتعددة العالمية في شركة "جونوس هندرسون للاستثمار"، أن "الرسوم الجمركية المرتفعة على الدول تبدو كـ'ورقة تفاوض'، مما سيبقي الأسواق في حالة توتر خلال الفترة القادمة". وأضاف: "يبدو أن الحكومة الأمريكية تتحمل مستوى مذهل من آلام السوق، لكن السؤال الأكبر هو مدى قدرتها على تحمل الضائقة الاقتصادية الحقيقية مع تقدم المفاوضات".

تأثرًا بذلك، هبط عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 15 نقطة أساس إلى 4.04%، وهو أدنى مستوى في خمسة أشهر، حيث بدأ المستثمرون في الاستعداد لتباطؤ النمو الاقتصادي. كما أظهرت العقود الآجلة لأسعار الفائدة ارتفاعًا في توقعات خفض الفائدة خلال الأشهر المقبلة.

انخفض مؤشر الدولار بنسبة 1.5% خلال اليوم، مسجلاً أدنى مستوى له منذ منتصف أكتوبر الماضي، مع تراجع تراكمي يتجاوز 5.5% هذا العام. هبط الدولار مقابل الين إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع، بانخفاض 1.5%، ليفقد حاجز 147. كما لامس الدولار مقابل الفرنك السويسري أدنى مستوى في أربعة أشهر قرب 0.87. ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 1%، ليصل إلى 1.0990، وهو أعلى مستوى في ستة أشهر. وكسر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار حاجز 1.31 لأول مرة منذ أكتوبر الماضي.

مخاوف النمو تتفاقم

يخشى المستثمرون أن تتخذ بعض الدول الشريكة تجاريًا للولايات المتحدة إجراءات انتقامية، مما قد يرفع الأسعار. وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، هذه الرسوم بأنها "ضربة كبيرة" للاقتصاد العالمي، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد إذا فشلت المفاوضات مع الولايات المتحدة.

منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، تصاعدت المخاوف من حرب تجارية عالمية، ومع صدور بيانات اقتصادية أمريكية دون التوقعات، ازدادت مخاوف الركود الاقتصادي، مما أضعف مكانة الدولار.

قال فيسو مينون، المدير العام لاستراتيجيات الاستثمار في بنك "أو سي بي سي"، إن الرسوم قد تُحدث تأثيرًا سلبيًا على الاقتصاد الأمريكي يتجاوز التوقعات، لكنه أضاف: "في الوقت الحالي، قد لا تكون النتائج كارثية، وقد لا ينزلق الاقتصاد الأمريكي إلى الركود، خاصة إذا أبدى ترامب استعدادًا للتفاوض وتخفيف الرسوم المتبادلة".

وأوضح رودريغو كاتريل، كبير استراتيجيي العملات الأجنبية في بنك أستراليا الوطني، أن قوة اليورو قد تعود إلى تركيز أوروبا على دعم اقتصادها بدلاً من السعي للانتقام من الرسوم الأمريكية، مضيفًا: "يبدو أن الأسواق تقدر هذا النهج الهادئ والثابت".

تعرضت العملات الآسيوية لضغوط، حيث انخفض الرينغيت الماليزي والوون الكوري والبات التايلاندي مقابل الدولار، بينما سجل الدونغ الفيتنامي أدنى مستوى تاريخي. في المقابل، حافظ البيزو المكسيكي والدولار الكندي على استقرار نسبي، حيث تواجه كل من كندا والمكسيك، أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، رسومًا بنسبة 25% بالفعل، ولم تُضف عليهما أعباء إضافية من الإجراءات الجديدة.

عند النظر في الأسهم، والمؤشرات، والفوركس (الصرف الأجنبي)، والسلع للتداول وتوقعات الأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال.

الأداء السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا يجب تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية. تداول العقود مقابل الفروقات والرهانات على الفروقات في العملات الرقمية محظور لجميع عملاء التجزئة في المملكة المتحدة.