الاثنين Feb 3 2025 08:35
1 دقيقة
شهدت أسواق المال الإماراتية انخفاضًا في التعاملات المبكرة يوم الاثنين، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تأثيرات الحرب التجارية العالمية على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية. هذا التراجع في الأسواق الإماراتية يأتي في سياق الضغط الذي تعيشه الأسواق العالمية بشكل عام، مما ينعكس على معنويات المستثمرين في أسواق دبي وأبوظبي.
وفيما تتابع الأسواق العالمية توتراتها الاقتصادية، كان للمخاوف التجارية دور كبير في التأثير على أسعار الأسهم وحجم التداولات في أسواق المال الإماراتية.
في الساعات الأولى من تعاملات اليوم، أظهرت أسواق المال الإماراتية تراجعًا ملحوظًا في مؤشراتها. وبحلول الساعة 11:20 صباحًا بتوقيت دولة الإمارات، سجل مؤشر سوق دبي المالي انخفاضًا بنسبة 0.64% ليصل إلى 5147 نقطة. ورغم أن حجم التداولات في السوق كان جيدًا، إلا أن المؤشر سجل تراجعًا ملحوظًا وسط التقلبات الاقتصادية العالمية.
وقد شهدت أسواق دبي تداول نحو 60.706 مليون سهم، وصلت قيمتها إلى 185.077 مليون درهم، عبر 3700 صفقة. على الرغم من هذا الحجم الكبير من التداولات، فإن تراجع أسعار الأسهم الكبرى كان له أثر كبير في دفع المؤشر نحو الانخفاض، مما يعكس تأثير المخاوف العالمية من الحروب التجارية على معنويات المستثمرين في أسواق الإمارات.
شهدت العديد من أسهم الشركات الكبرى في سوق دبي المالي تراجعات كبيرة، حيث تأثرت أسهم بعض الشركات المدرجة بشكل ملحوظ. على سبيل المثال، تراجع سهم باركن بنسبة 2.04%، وإعمار للتطوير بنسبة 1.90%، وأملاك للتمويل بنسبة 1.28%. هذه التراجعات الكبيرة في الأسهم البارزة ساهمت في التأثير على أداء السوق بشكل عام، مما أدى إلى الضغط على المؤشر العام لسوق دبي المالي.
إضافة إلى ذلك، تراجع سهم الإمارات دبي الوطني بنسبة 1.43%، كما انخفض سهم إعمار العقارية بنسبة 1.11%. يُظهر هذا الانخفاض المتواصل في أسهم بعض الشركات الكبرى في دبي، تأثير البيئة الاقتصادية العالمية على ثقة المستثمرين في الشركات المحلية، وبالتالي انخفاض حركة الاستثمار في السوق.
أما في سوق أبوظبي للأوراق المالية، فقد سجل المؤشر العام تراجعًا بنسبة 0.54%، ليصل إلى 9534 نقطة بحلول الساعة 11:20 صباحًا. كما شهدت أسواق أبوظبي تداول 63.083 مليون سهم بقيمة 292.085 مليون درهم، تم توزيعها على 5196 صفقة. هذا التراجع في السوق يأتي بالتوازي مع تزايد المخاوف من التأثيرات السلبية المحتملة على الاقتصاد العالمي نتيجة التوترات التجارية المتصاعدة بين القوى الكبرى.
وقد أثرت هذه المخاوف بشكل كبير على أسهم الشركات الكبرى المدرجة في سوق أبوظبي، حيث سجل سهم طيران أبوظبي تراجعًا بنسبة 0.53%، وبنك أبوظبي التجاري بنسبة 1.50%، وسهم أدنوك للحفر بنسبة 0.19%. كما شهد سهم أدنوك للغاز انخفاضًا بنسبة 1.18%، في حين تراجع سهم موانئ أبوظبي بنسبة 0.40%. كل هذه الانخفاضات في أسهم الشركات الكبرى تُعزز من القلق الذي يعاني منه المستثمرون في الأسواق الإماراتية.
تتعدد الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع في أسواق المال الإماراتية. من أبرز هذه الأسباب هو التصعيد المستمر في الحرب التجارية العالمية، خصوصًا بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ما أدى إلى تزايد المخاوف من تأثيرات اقتصادية سلبية على التجارة العالمية والنمو الاقتصادي. في هذا السياق، تزايدت التوترات التجارية، وهو ما أثر بدوره على الأسواق المالية في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الأسواق الإماراتية.
إضافة إلى ذلك، فإن الارتفاع المتوقع في أسعار الفائدة الأمريكية هو أحد العوامل التي تساهم في تراجع أسواق المال. في ظل هذه الظروف، يميل المستثمرون إلى سحب استثماراتهم من الأسواق المالية ذات المخاطر المرتفعة مثل أسواق الأسهم، وبالتالي ينعكس هذا الانخفاض في مؤشرات الأسواق.
فيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، من المتوقع أن تستمر الأسواق الإماراتية في مواجهة ضغوطات من عوامل خارجية، مثل استمرار التوترات التجارية وارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية. ومع ذلك، قد يشهد السوق بعض التحسن إذا تم اتخاذ خطوات تصحيحية من قبل الحكومة الإماراتية في مجالات السياسة النقدية والاقتصادية. كما قد يعكس المستثمرون تحركاتهم بناءً على التطورات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية و الصين.
تظهر أسواق المال الإماراتية تراجعًا ملحوظًا في وقت يشهد فيه العالم زيادة في المخاوف من حرب تجارية عالمية. رغم التراجع الحالي في مؤشرات أسواق دبي و أبوظبي، يبقى المستثمرون في حالة ترقب للأحداث القادمة في الاقتصاد العالمي وتأثيراتها المحتملة على أسواق الإمارات.
ورغم التحديات التي تواجهها الأسواق، تظل دبي و أبوظبي مركزين رئيسيين لجذب الاستثمارات الدولية، ما قد يساعد الأسواق في تجاوز هذه المرحلة الصعبة في المستقبل القريب.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.